الأحد، 28 نوفمبر 2010

تلك الحقيقة الغائبة !


حينما أعُد سنوات عمري الماضية
أجدها كشريط مضيء مزدهر .. يعبق بالمشاهد الجميلة  
ومشاهد أخرى عميقة كليل سرمدي
وبعضها يـحُضني على الإبتسام ..
وأخرى رتيبة .. 
كرحلة طويلة جداً على متن قطارٍ يصدر أصوات صرير
ولكن عندما اُسأل في محفل 
عن أعظم انجاز حـقـقـتُـهُ في سنة من سنوات حياتي !
تتوقف الحياة .. ويحرُم على ماحولي كل حلال
إلا قلبي .. يُجاهر بأعظم المنكرات
فينبض وحده .. ويصيح عالياً
وكأني بهـ يتعمدُ فضح ما أوصدت عليه الأبواب 
نعم .. كنت في ذلك الجمع ارتعش فزعاً
 من أن لايكون في مسيرتي ما افخر بهـ ..
أو أن لا يكون ما قدمت لحياتي شيئاً يذكر !!
لحظتها تمنيت لو أنني لست أنا .. بل تلك التي تجلس بجانبي
والتي حين سُـئـلَت عن انجازها الأكبر للسنة الماضية ..
وعن انجاز مرتقب لتحققه في السنة القادمة ..
نظرتُ إليها بلهفة ..
 اشتهي أن تُطربني بألحانٍ أصيلة زينت زوايا حياتها ..
و أوسمة عُـلِـقَـت في جنبات أيامها حتى اكتفت وعجزت عن المزيد
لكنها فَـكْـرَت  .. وعَـبَـسَـت .. 
نَـظَرَت .. ثم نَظَرَت .. ثم امْعَـنَت النظر في اللاشيء ..
وفجرت القنبلة التي حولتني لأشلاء دامية
قالت بوهن : " ليس لي انجازٌ يذكر " !!!!!
بدون مبالغة .. آلمتنـــــــــــــــــي !
هي إمرأة تجاوزت الأربعين .. 
أمٌ لثلاث بنات ..
بل جَـدَة .. بعد أن زوجت ابنتين ..
مُضحكةٌ أنا ونظرتي القاصرة تلك ..
اتخيل موقفا .. واسطر السيناريو .. 
واُعِـدُ عدستي .. ثم اتخذ مكاني لألتقط أجمل مشاهد حياتي
لكنني استيقظ على صفعة .. لقد نسيت الممثلين !
كان لزاماً علي أن اكون 
الكاتبة .. والمشاهدة .. والممثلة الوحيدة في ذلك الجمع
لأحمي هشاشة توقعاتي وتصوراتي الجبانة !
صورتها تلك البطلة التي تصدح بصوتها وتثور كالبركان :
 انني بصبري انجبت جيلاً عظيماً مجلجلاً ..
وبعزمي كـبُرت وكبِـروا معي .. 
احيطهم بحناني .. وارعاهم على عيني
بحكمتي رسمت لهم سبيلاً سهلاً يسيراً زغباً
 لأكفيهم وعورة الطريق ..
بضعفي .. اخفيت الكثير .. وعانيت الكثير ..
 وتحملت الكثير .. ولأجلهم ذرفت دمعي ..
بقوتي .. جابهت كل متمردٍ يصبوا لتمريغهم بالوحل العكر
بحبي .. علمتهم ابجديات الحياة
 ولقنتهم دروساً استعصت على امهات الكتب
حتى دعائي اصبهـ صبا لهم .. وأبديهم على ذاتي ..
هم بصمتي التي افخر بإمتلاكها ماحييت وبعد الممات

اردتها أن تقول بصوت تسمعه الكواكب والنجوم ..
[ أنني أم .. وذلك انـجـازي ]

لــكـــل أم .. 
لاتنتقصي يوماً من مقدارك ..
 فدورك مهيب .. ورسالتك عظيمة .. 
تُـثـقل كفة الميزان !
ولأنني كبُرت في عين نفسي بعد تلك الصدمة وذاك اللقاء ..
 وبعد أن سردت بمتعة وحماس أعظم انجازاتي في عامي هذا ..
 وتطلعاتي للسنة المقبلة .. 
ايقنت أن العمر ليس مقياساً لحجم الإنجازات ..
فلكلٍ منا طموحات 
كبيرة ربما وذات صدى رنان .. 
وربما صغيرة كالذر لكن أثرها يدوم أزمان وأزمان ..

وبما أننا سنودع قريباً عاماً بمرتفعاتهـ ومنخفضاته
 ونستقبل آخراً لا نأمن مفاجآتهـ ..
اتحفوني اصدقائي ..
بأعظم انجاز حققتموهـ في عامكم هذا 1431 ؟
وتطلعاتكم وطموحاتكم لعام مقبل 1432 ؟

هيبة صمتــ

هناك 3 تعليقات:

  1. سألتني عما أحببته في تدوينتك بالتحديد..
    و ها أنا أسطر إجابتي =)
    أحببت تساؤلك عن إنجاز حياتك.. أثار في نفسي تأملات و ترك فيها صدى إجابة..
    كنت أسأل نفسي هذا السؤال مرارا..
    أحيانا نشعر ببعض الرضا عندما نعيد تعريف مفهوم الإنجاز في حياتنا.. طالما انه، أحيانا، ما تعتبرينه انتِ إنجازا قد لا يعتبره آخر كذلك.. و قد تستهزأين بعمل صغير و هو يعتبر إنجازا عند آخر.. في الآونة الأخيرة، قرأت شيئا ما منحني شيئا من الإسترخاء الفكري، تأهبا لما هو قادم.. أن الإنجاز ليس له تعريف معين، تعريف الإنجاز يختلف من شخص لآخر، افعلي ما ترينه أنتِ إنجازًا.. و انعمي بالرضا عن نفسك.. لا يهمونك غيرك ..نحن نتعب لأننا نحاول ان نجاري غيرنا، و ان نصل للمقاييس التي وضعوها "هم" لنا، بينما كل ما علينا هو ان نفعل ما نريده نحن، و ليس ما يطالبنا المجتمع او توقعات المحييطن بنا أن ننجزه.. أولئك الذين حولنا وجدوا ليلهمونا.. ليس علينا ان نفعل كما فعلوا بالضبط كي نرضى عن انفسنا، فقط علينا ان نحذو حذوهم في الطموح و الإرادة و الإصرار..

    أحببت أيضا تعريفك للأمومة كإنجاز .. أحيانا أفكر، في ظل ظروف اليوم، قد تعتبر أمي غير منجزة، نحن ننظر للإنجاز بطريقة جد مختلفة، لكني عندما انظر الى تاريخها معنا، و الشقاء الذي نسببه لها بمتطلباتنا الكثيرة، عنايتها بنا و بأبي،، التكريس و الإخلاص، اشعر اني لن استطيع ان انجز ربعه و ان حاولت.. على الأقل، ليس بطريقها هي، حفظها الله..
    فعلا، الأمومة لوحدها إنجاز ..و تجربته هي المحك.. أحببت ما توصلتِ له في آخر التدوينة.. حفظ الله لنا أمهاتنا و أعاننا على برهم.. آمين..

    ردحذف
  2. فعـلاً .. مانراهـُ انجازاً في منظورنا الخاص
    قد يُرى على النقيض من منظور شخص آخر !
    وذلك الواقع ..
    المهم قناعتنا نحن بأن ما نفعلهـ سيشبع جوعاً سكن ارواحنا ..
    ولاعزاء لمن ترك الدنيا ولم يكن لهـ فيها "رنين" يذكر ..

    أما الأمومة .. وما أدراك ما الأمومة !؟
    العرض الوحيد الذي يستحق "الوقوف " و "التصفيق" الى مالانهاية ...
    حلم أحلامي أن اكون أمــاً عظيمة ..
    أقــدر على ذلك "بحول الله" .. وليس ذلك على الله بعزيز


    شكراً جزيلاً غدوووو ..
    كنتِ اللبيبَ وبالإشارةِ فهمتيها =")

    ردحذف
  3. كل ماجئت هنا لأقرأ آآآخر ماسطرته
    أجدني أبحث عن طريق افرر منه
    لأني أعلم أن ماتدونه يداك
    هو مواجهه لتلك النفس ووقوف أمامها
    بكل قوووه وحماس
    واليوم بعد هرووب طال أتيت لأقرأ وأواجه أخر مافكرت به ......
    .......
    .......
    وكما توقعت حروف لها في الصدر ضجيج ...يؤرق الفكر
    ويستفزز الهمم
    صديقيتي
    عهدتك فتاة متحمسه طموحه تعيشين لحظات حياتك بإستثمار ...
    وهذا ماتعلمته منك ....
    أتمنى أن يأتي ذلك اليوم اللذي نصل فيه للأربعين
    ونسأل فيه عن إنجازتنا
    ونتكلم بكلام
    يسكت الأفواه
    ويفتح نوافذ الأمل
    ...
    ويجعلنا لاندرك سن ولا عمر أمام ماانعيشه من لحظات سعاده
    بإنجازتنا

    ....
    ((ولاعزاء لمن ترك الدنيا ولم يكن لهـ فيها "رنين" يذكر ..))

    أعجبتني هذه العباره وتركت أصدائها ورنينها في نفسي

    أمامي 9
    كتب من أمهات الكتب وبعضها مراجع لاغنى عنها
    كنت اراها كالغيووم السوداء اللتي تلبد السماء
    وتحجب ضوء الشمس
    ولاكن بعدماإستمعت لهذياااانك الممتع
    ادركت أن لاوجود لهذه الغيوم
    ....
    عندما إمتلئت نفسي بروح الإنجاز.....
    ......
    ......
    .....
    .....
    كانت مواجهه ممتعه ومتعبه مع حروفك
    ..
    ملاحظه:قلت أعلاه أستمع لهذيانك ولم أقل أقرأ
    لأني هنا أسمع صووتك يقرأ لي كل حرف...بنبرة صوت لم أنسها ماحييت...
    .....
    ......
    أخيرا بوورك والدااك اللذان حققا إنجاز ..
    هو أنتي...

    ردحذف