الجمعة، 16 يوليو 2010

الوعْـد .. يا وَعَـد


 
سريعة هي الأيامــ
لم يعد هُـنالك أمس  !!
اليومــ .. واليومــ .. واليومــ
هــــو كُـــــــل يـــومــ
فاليوم رأيتك .. واليوم فقدتك ..
واليومــ أوفيت بوعْـدي لكِ يا صديقتي وَعَـد
وعْــدٌ .. لا تعرفينهـ ..
لم تسمعيني أُقسِـمُ يمينَـهـ ..
لم تَـري جولاتـهـ ..
لكنني أُراهن على كل غالي ..
ولثقتي بربٍ عالي ..
أن وعْـدي الذي لا تلمسينهـ
الآن ..
يُـطرِبُـك رنيـنُهــ ..
يُـنْـشـدُ جهـراً
فـيُـنسِي خافـقكِ أنيـنهـ ..

 وعَـد .. يابريئة ..
هل تعلمين ..
أنني كلما دعوتُ أنْ
" ربي بلــــغني رمضـــان "
ساقت الرياح خيالك .. وضياء بسمتك الخجولة
فأشتاقُ مرتين ...
مرة ..
لشــهرٍ يحوينـي .. يُـنـقيـني .. 
يغسل روحي .. ويسقيني
ومرة .. 
لـوجودك .. قريبة كنتِ أم بعيدة .. 
بجسدك تقبع فيه روحك البريئة
مازلتُ أعيدُ ذات الشريط بذاكرتي ..
مراراً وتكراراً ...
حتى حفِظَـتـهُـ خلايا جسدي ..
و بهـ صوت أمك المكلوم ذلك اليومــ
وكأنهُـ اليومــ
والله .. كأنهُـ اليومــ
اُعزيهــا فيـــكِ
فلا أدري !!
أواسيها .. أم هي من تواسيني !
أصبرها .. أم تحاول هي تصبيري !
على الهاتف …
يرتجف قلبي قبل صوتي ..
وأبكيكِ حُـرقة .. وسط فيضانات من الذهول !!
فتقول لي :
" تدرين إنْ بناتي ماتوا
معتمرات .. معتكفات .. محتشمات .. والحمدلله "
يـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاهـ !
شُجاعةٌ هي أمـك يا وَعَــد ..
مـــــؤمنــــــة بحق ..
راضية حتى النخــــاع ..

كانت آخر كلماتي لها:
" ربيتي يا أبلة سارة وتعبتي ..
وربي ما ضيع لك تعب " ..
نعم لم يخذلها ربها …
هنيئاً لها بإبنة مطيعة مثلك
وبأختك الخلوقة روان
وهنيئاً لها بعابدٍ و بارٍ
كإبنها فــهد ..
هنيئاً لها البشـــــارة
فلذات كبدها .. رحلوا عن دنياها
 في غمضة عين .. وفي لحظة واحدة
في أفضل الشهــور .. وأفضل الأيام .. وبأفضل حال
ولا ينطق عن الهوى من قال :
" شهرُ رمضان أوله رحمه, و أوسطه مغفرة,
وآخره عتق من النــار"
هنيئاً لكُم حسن ختامكم .. ومن لا يغبطكم على هكذا خاتمة ! ..
أحسن الله خواتيم المسلمين والمسلمات
وعتق رقابنا وحرم جلودنا ودماءنا وبشرتنا على النار ..

وَعَـد .. بُشراك .. فقد نفذتُ الوْعْـد
فقط اعذريني على التأخير ..
ولن أنساكِ .. طالما يجري في عروقي دمٌ
يشتاقُ لشهرٍ هو آخر عهدك من الدنيـــــا ..

رحمكِ الله يا وَعَـد ..
ورحم روان ..
ورحم فهـد ..
وجعلكم ممن بُشروا عند الموت
برَوحٍ وريحانٍ
وربٍ راضٍ غير غضبان …
~ آمين ~

صديقتك ..
" بسومهــ "

هيبة صمتــ