الجمعة، 2 أبريل 2010

الـمُـفـتي .. مـها !!




اعلم كما تعلمون أن ما يظهر في المرآة ليس الحقيقة ..
انما " انعكاس " لواقع حقيقي
انعكاس لكل حركة نقوم بها .. تعمدناها ام لم نتعمدها ..
تلك المرآة .. تحاكينا تراقبنا تتجسس علينا " بصخب " مريب
" مها " تلك الصغيرة << اختي في رواية اخرى ..
وفي مشهد شبه يومي ..
تـتحفني بل تصعقني " بفتاوى " لم اسمع بها من قبل ..
اكاد اجزم أنها على قناعة ببعضها ..
والبعض الاخر تستخدمه بذكاء لاغراضها الشخصية
المشهد الأول .. بطولة : مها .. اكشــن
فيصل " منبطح " على بطنه يشاهد التلفاز .. 
تمر البطلة فتراه على تلك الحال ..
فجأة تشهق .. ثم تجحض عيناها ! 
وتقول : (( اللي ينام على بطنوو .. ربي يحطوو بالنار !! ))
المشهد الثاني .. بطولة : برضوو مها .. اكشــن
تدخل مها غرفتي المصونة .. 
تراني وقد رفعت شعري بطريقة غير معهودة لديها .. 
لبست شرشفي لأصلي .. على سجادتي ..
اوشك على التكبير .. تباغتني البطلة  
فتقول : (( كيف تصلي وشعرك مرفوع كذا .. 
ترى ربي يحطك بالنار !! ))
المشهد الثالث .. بطولة : الشيخة مها .. اكشــن
بين مجموعة من الاطفال .. يلعبون .. ينشدون .. يضحكون .. 
وبيد كل منهم لعبته المفضلة ..
" مها " تترصد لعبة احدهم .. تطلبها منه .. يرفض اعطاءها .. 
فتقول ببرود ماكر : (( اللي مايعطي الناس .. ربي يحطوو بالنار !! ))
لا اخفيكم .. في بعض المشاهد تنتابني نوبات ضحك هستيريه !
كيف لطفلة أن تعرف او تفرق بين جنة ونار ؟
واحيان اخرى تنزل علي عباراتها كالصاعقة
بالفعل تُلجمني .. وتشل ادراكي ..
كيف لها ان تحكم على مواقف حياتها ؟ 
كيف لها ان تصنف افعالنا بخاطئ وصواب ؟
الى ما تستند في احكامها ؟
هل حقا تعي ما تقول ؟ تفهم الكلمات ؟ 
ام ترتجل ذاك الخطاب ؟
هل تتذكرون تلك المرآة .. ؟ 
وكيف تعكس الواقع دونمـا مراء ..
صغيرتي مها هي المرآة .. ونحن .. 
نعم نحن واقعها الذي تحاكيه
طفلة مازالت تتعلم ابجديات الحياة .. 
تستقي منا اخلاقها .. سلوكها .. كلماتها  ..
بوعي منا او بدون .. 
كنا السبب في ماتطلقه طفلتنا من " فتاوى "
حادثناها بطريقة فاقت قدرات عقلها الصغير ..
عاملناها وكأنها تعـي .. غفلنا عن " براءة " لا تتسع لنظمنا البديع
لم نكن نسعى الا لتهذيب سلوكها .. لكن ماهكذا تورد الابل ..
دراما عائلية .. وانفعالات غير مدروسة 
مها .. كُلي باليمين وليس باليسار .. عشان ربي مايحطك بالنار
مها .. احترمي اخوانك .. عشان ربي مايحطك بالنار
مها .. البسي ملابسك .. عشان ربي مايحطك بالنار ..
مها .. اجلسي .. اسمعي .. نامي .. والقائمة تطووووول
اقر الآن بفداحة ما ارتكبناه من خطأ .. 
وماتركناه من انطباع سيء لديها
عن العالم الآخر والمجهول بالنسبة لها .. 
والنظرة السلبيىة والتشاؤمية عن الخطأ .. 
وارتباطه بالنار والعذاب !
ماذا تظن بربها !؟ 
لما تجاهلنا الجانب المشرق !؟ 
ماذا عن الثواب !؟
غرسنا البذرة التي ستنمو يوما .. 
فتجعل من صغيرتنا إمعة .. تابعة .. 
تسمع وتطيع دون تفكير ..
أو لربما مالت .. وأيما ميل .. 
ذاك الذي يجرفها للبعيد .. 
فتضرب بالعقل عرض الحائط .. 
وترفض الواقع .. وتتبع الأهواء .. دونما تبرير
صغيرتي ..
منذ لحظتي هذه .. اعدك بأن تتخذ حياتك منحى آخر ..
لتفكري .. تتساءلي .. تتعجبي .. تخطئي .. 
تستنتجي .. تكتشفي .. تصححي .. تبدعي
بعيداً عن قيودنا نحن الكبــار .. وخارج الأسوار .. 
لن تكوني أنا .. أو هم .. أو أي احد كان ..
ستكونين نفسك .. ولك فرصتك كما كانت لي ولهم
انطلقي عزيزيتي للحياة ..
ولا تخشي ان " يحطك " ربي في النار .. 
فقد سبقت رحمة ربك عذابه ..

هيبة صمتــ