الخميس، 16 سبتمبر 2010

في بيتـنا .. وحش !


لستُ صباحية بطبعي !
أحب الليل وسكونه الفاتن ..
لكنني استيقظت يوماً .. ولا اعلم من أيقظ الآخر ..
ألشمس داعبت أجفاني فارتخت خجلا
وأفسحت لمقلتي المجال لتبصرا الجمال ؟
أم أن عيناي اشتاقتا للدفء
فتغزلتا بخيوط الشمس التي تختلس النظر من خلف الستار
استيقظت ..
لا كسل .. لا ذبول .. لا بقايا نوم .. ولا تكسير في العظام
جل ما أتذكره .. أرطالٌ من السعادة .. ويوم إجازة ..
ونشاط صباحي على غير العادة ..
والأهم .. كل من في البيت نيام ..
إذاً في صباحي هذا 
ليس معي إلا أنا .. ونفسي .. وذاتي
سأنطلق للهدوء .. وجلسة للتفكر والتأمل
ولست من المدمنين .. ولا امتلك ذلك " الجّو "  !!
" جّو " من يهرولون مسرعين من فوق أسرّتهم
لتعانق شفاههم كوبـاً من القهوة !
كـالوقود للسيارة ذلك الكوب بالنسبة لهم !
بدونه يومهم .. لاشيء
لكن ما الضير من التجربة ..
فأنا في ضيافة صباحهم .. إشراقتهم .. جوهم
سأعيش يومي على طريقتهم ..
إذاً .. فليكن كوبٌ من القهوة ..
ولأُعِدهـ .. أخذت أخطو خطواتٍ متأنية ..
كملك وليَّ الحكم .. وورث كنزاً على حين غرة !!
التقطتُ كوبي المبهرج بألوان الطيف ..
من شدة حبي لهـ ..
 اسخط على كل من يرتشف به شراباً دون إذني!
حليب .. ونسكافيه .. وماء ساخن
ولا أعُدُ ملاعق السُـكر
بل أصُبه صباً حتى تنطق الرائحة بسَكرة : أن كــفى
" رِجل على رِجل " ..
أمام التلفاز .. كوبي بيميني
وابتسامة منتصر على ثغري لا أبيعها بمال الدنيا
ارتشف تارة .. واسرح تارة أخرى
ثم اسرح .. واسرح .. واسرح .. وأعود لواقعي!
وارتشف من جديد ..
مرحباً بكم على أراضي واقعي ..
واقع .. أنني لست كائناً صباحياً بطبعي
ولست وحدي أعي ذلك ..
بل "كائنات" أخرى غيري تعي تلك الحقيقة جيداً !!!
ولم أكن اسرح من فراغ ...
كنت أؤدي دور الملك العادل الحكيم
من يراقب كل صغيرة وكبيرة ..
ويضرب بيد من حديد ..
كان شعبي يرتع في بلدتي أيما رتعان
وكنت أتساءل : " وش السالفة !!؟ "
من على كنبتي أراقب ..
تحت باب المطبخ المغلق هناك
ظلاً صغيراً .. 
" رايح جاي .. رايح جاي .. رايح جاي "
كنت اُسلي نفسي وأصبرها ..
" يمكن ظل عصفور واقف على الشباك "
" يمكن الهواء يحرك الستارة "
" يمكن يتهيأ لي حتى .. ! "
لكن الوضع والحركة الغريبة وكل المؤشرات
تدل على أنه يوجد دخيل " ماخذ راحته "
رعب .. وترقب .. وتساءل .. ما هذا الدخيل ؟
وكنت أعاتب نفسي قائلة ..
" أنا وش صحاني من فجر رب العالمين لحالي ؟ "
حتى كوب القهوة الرايق .. انتهى إذ فجأة
كيف ؟ ليش ؟ متى خلصته ؟ مدري !!!
لم أجد بداً إلا أن انتظر عائلتي المصونة لتستيقظ
 فرداً .. فرداً
لأبشرهم بضيفنا المصون ..
اجتماع طارئ
الشاهد الوحيد .. أنا ..
وبعد الإدلاء بشهادتي .. ورسم ملامح المجرم
اتضح أنه " فــــــــــــــــار "
وقع الخبر كان شديداً على أمي
فار في بيتها .. لا بل في مطبخها
وااااااا مصيبتاهـ ..
وبطبيعتنا كـ عَـرَب .. قصدي كـ بـَشَـر
تتالت الأسئلة ..!
من وين دخل الفار ؟ من الباب ؟ الشباك؟
ومن تسبب في دخوله؟
بدلاً من أن نسأل : كيف نخرجه من هنا !؟
واتفقنا بعد عدة أشواط .. وضربات ترجيحية
ودوريات من الكلام الغير مجدي
على أن نجد حلاً لإخراج ذلك الكائن!
وبما أننا عائلة مقاومة ومتعاونة
جهزنا العدة والعتاد للمعركة ..
 لم نحتج لمساندات خارجية أو معونات دولية ..
 ولله الحمد
فكل ما تم استخدامه من ممتلكات العائلة
مكنسة (2حبة)
ممسحة (1 حبة) << بقالة حشا
وعدد من المناشف لسد الثغور والمنافذ
انقسم الجيش العظيم ..
أخي .. هجوم  / أنا .. وسط  / أمي .. دفاع
كانت الخطة "أ"
أن يخرج الوحش .. اقصد الفار من المطبخ
ثم في لحظة خروجه يقوم الهجوم بضربه
ضربة قاضية "تجيب أجلووو" ..
فيموت .. ويا دار ما دخلك شر
لكن هيهات هيهات !!
فعندما يدُب الرعب في قلوب الجنود ..
اعلم أنك وحيد في ارض المعركة !!
ففي لحظة خروج الفار من المطبخ
كنت في وسط الصالة انتظر " خبطة " أخي المغوار
لكي يقضي على الفار .. لكن لم يحدث شيء!
طيب .. من المفترض أن تتدخل ممسحة أمي لتمنع الفار
 من التوغل في أرجاء البيت .. لكن لم يتحرك ساكن !!
ما حدث أن الفار جاء " دااااااعس " من جنبي
ودخل بين الكنب في الصالة ..
"قلت بس" .. أهلي يا دعسهم الفار وما شافهم من سرعته !
أو حاربوه ببسالة .. لكنه تغلب عليهم المساكين !
جلت ببصري .. ابحث عن جثث .. فلم أجد !!!
رفعت بصري .. فإذا بالكارثة !!!
أمي فوق الكنبة !!
 وأخي جنب التلفزيون !! << كيف طلع مدري O_0
ونعم الجيش جيشي !
لا وقت لنضيعه في المحاسبة !!
ادفع بعدين اشتكي << تأثير STC
العدو ينتهك  أراضينا !
تم الانتقال مباشرة للخطة "ب"
اجتمعنا .. وتشاورنا .. 
وتوصلنا لأن يتم سد جميع الفتحات والثغور
ثم " نحشر" الفار في إحدى زاويتين ..
ثم يهوي أخي المغوار بكل ما يملك من قوة
على جمجمة الفار المخادع فيهشمها تهشيماً
قطعاً قطعاً .. حبات حبات !!
وياليت شِعري !!!
لنكن ايجابيين .. متفائلين .. وننظر للجانب المضيء
استطعنا بفضل الله ومنته أن نحشر الفار في الزاوية ..
انجاز نستحق عليه جائزة نوبل للحشر المسالم
بزاوية 90 ْ بدون استخدام نووي او كيماوي!
لكن الجانب المظلم .. المسود .. والمخزي
 أن  أخوي جاته " أم الركب " وهرب لغرفته !
تلك اللحظة ..
استلمت الراية .. وقلت لازم تنتهي هالمهزلة!
وفجأة ..تلبستني روح غريبة !! 
حسيت إني " جاكي شان " ..
أولا : عطيت أخوي نظرة بمعنى " أفاااااااا "
ثم تشقلبت برشاقة لأمسك بأقرب سطل " زبالة "
ثم عدت شقلبة ووضعت السطل بإحترافية فوق عدونا اللدود
لحظة عظيمة ..
تنفس الجميع الصعداء ..
وكاد كل منا أن يعود لحياته الطبيعية!
لولا أننا تذكرنا أن هناك فار يقبع تحت سطل الزبالة
وفي منتصف البيت !
ويااااا فرحة ما تمت ...
السؤال الذي يطرح نفسه الآن : كيف نطلع هذا "الشي" ؟
قفز أخي وقد اضاءت  لمبة خربانة فوق شعره الكدش
ومن يوم شفت اللمبة عرفت انه بيجيب العيد!
قال و راسه يطلع شرار : أنتِ ارفعي السطل بسرعة
وأنا بضرب الفار على راسه بقووووووة ..
أنا : لالالالالالالالالالالالالالالالالالا
<< ينكت الأخ ارفع السطل ويهرب الفار .. ونرجع لنقطة الصفر
قال : طيب نفتح فتحة من فوق ..
واجيب " الفليت " وأرش على عيونه ومخه
لين يموت ..
ماما: يقولك خليك على قردك لا يجيك اللي اقرد منه ..
وهو فار طبيعي ما قدرنا له
ترشه فليت يصير فار سكران
وش يفكنا منه بعدين !!!!؟
 << خخخخخ عجبتني
شخصياً أيدت كلام ماما 100%
وكدت أن أقول ..
عزيزي أخوي .. بخصوص رش الفار بالفليت !!
نملة مثلاً ! هع  << خارج النص
المهم .. بعد أخذ وعطى .. ونقاشات حادة
ولعت "الأبجورة" قصدي اللمبة عندي ..
احتاج كرتون ..
بعد البحث السريع .. لقيت علبة البلاي ستيشن حقت اخواني
قصيتها .. واخذت قطعة مربعة كبيرة
 بسلاسة وبطء شديدين
دخلت الكرتون من تحت السطل ..
وبكذا .. غطيت المخرج الوحيد للدخيل
انحلت أزمة !
وظهرت اخرى .. وياليل مطولك !
من سيحمله ؟
قصدي ..
مين بيشيل السطل المغطى بكرتون برى البيت !!؟؟؟
أنت شيل .. لا أنتِ شيلي ..
 لا أنت  .. لاااا أنتِ
أنت .. أنتِ .. أنت .. أنتِ
في النهاية طاحت براسي = (
وشلت السطل .. و أحس بالفااار يناقز جوااااه << آآآآآآع
حسيته يهددني  .. ويتوعد بالانتقام << لاعاد تتفرجين افلام
المشكلة إني كنت امشي .. وخلفي كل أفراد العائلة
حتى من كانوا مختبئين في غرفهم منذ بداية المعركة !!
مسيرة محترمة لفار صنديد .. مقدام
عند الباب ..
رميت السطل + الكرتون + السيد فار
لأبعد مـســـــافة ممكنة خارج أسوار البيت ...
وعدت للمنزل بـ " أنا " جديدة ...
1- "أنا" تحترم الفئران .. وترفع القبعة لبسالتها
وتكتيكاتها وإستراتيجيتها الحربية المذهلة!
2- "أنا" تؤمن أن "المُحتل" يحمل من القذارة والخبث
 ما ينفرنا من خوض " محادثات سلام" معه ..
 لا سلام .. بل الحرب !
3- "أنا" تشهد أن من النساء من " تسوى" ألف رجُل.
4- "أنا" ساخطة على الجبنـــــاء << ماتقصد أحد أبد
5- "أنا" البطــلـــة << احم
6- "أنا" التي لن تستيقظ مبكراً مرة أخرى
وهنيئاً لعاشقي القهوة مع زقزقة العصافير !
لا اعلم ما الكائنات التي " تصادفون " كل صباح !
لكنني اعلم أنني غامرت بعيشي جوّكـم .. وصباحكم
وقهوة المساء هي أجمل طعماً
وأزكى رائحة منها في الصباح ..
وجهة نظر .. واسأل مجرب ~

هيبة صمتـ