الثلاثاء، 27 أكتوبر 2009

وجهتي مدينة رسول الله ...



  أقلعت الطائرة
تحمل بين ثناياها جسدي النحيل
وقلبي المنتشي .. يرفرف فرحاً منذ لحظة أن زففت إليه خبر عزمي
لزيارة مدينة رسول الله .. ويالها من نشوة
لم يكن مقعدي يسعّني .. ولا حتى السماء التي رافقتنا طوال الرحلة
فبمجرد سماعي لاسم المدينة
تسري فيني احاسيس دافئة .. تدغدغ مخيلتي
وينتشر في عروقي شعور رهيب بالأمان
وراحة لاتوصف تسكن جوفي وروحي
ومن نافذة الطائرة انظر ..
مشهد عجيب لم استطع أمامه الا أن اُسَبح الخالق مراراً وتكراراً
منظر عجيب .. أكوااام من السحاب .. وأعني ماأقوله بأكوام
يجتاحها جسد الطائرة اجتياحاً .. لوهلة تحسبها دخان كثيف
وفي اخرى .. من خفتها وشفافيتها تشعر وكأنك في حلم
وأي حلم هذا .. حلم نهايته المدينة
عدت للوراء .. لأيام طفولتي .. وشخصيات الكرتون التي طالما أبهرت عقولنا
كنا نراهم يطيرون .. ويمشون على السحاب .. واحيانا يأكلون منه
وبحماسنا البرئ .. نكبُر .. على امل أن نصعد على سحابة في يوم ما
ويقطع أحلامي .. الأعلان عن هبوط الطائرة في مطار
الأمير محمد بن عبدالعزيز في المدينة المنورة
وتشتد خفقات قلبي الضعيف .. فلطالما أطربته رؤية المسجد النبوي
بعظمته .. وهيبته .. وعنفوانه



                                                      
أعشق كثرا الوقوف على شرفة غرفتي في الفندق الذي اقيم فيه
والذي يقع مباشرة أمام مسجد رسول الله
أتــأمل كل زاوية من زوايااه
ابتداًء من ساحتــه .. إضاءتــه .. مآذنــه .. قبابــه .. حتى مظلاته
..والتي اصف شكلها وفكرتها وطريقة بناءها بالأعجوبة
تبهرني السرعة التي يتم فيها بناء جميع هذه الفنادق والمباني التي تحيط بالحرم
ورغم كثرتها وانتشارها إلا انه وفي اوقات المواسم كالحج والعمرة .. يعصب
جدا ايجاد مكان للاقامة فيه
أناس كثيرون من شتى بقاع الارض .. نساء و رجال "
يلتقطون الصور والذكريات .. يتأملون ماحولهم
فقد جاءو من البعيد .. ليُـشبعوا أرواحهم من قربه صلى الله عليه وسلم
ومن على ذات الشرفة ..
اتجه بمقلتيَّ للغرب .. هناك حيث يرقد الصحابة والتابعين
ومنزل الاغنياء .. والفقراء المساكين
(مقبــرة البقيــع)
والتي مازالت حتى يومنا هذا تتسع لأجساد فارقتها ارواحها
اقف امامها راجية العلي العظيم
أن يجعل تربتي فيها أو في  إحدى مقابر مكة المكرمة
...
شُرفتي العزيزة
كُنتِ لي خير صديق في رحلتي هذه
رأيت من خلالك ما سرَّني .. وشرح خاطري
وإلى أن يحين الرحيل .. سأظل واقفة على عتباتك
لترويني من عبق جمالك
فلا عدمتك

هيبــة صمتــ ,,,

الثلاثاء، 20 أكتوبر 2009

~ بصيص أمــل ~






أجبرتك الحياة على أن تلج نفقا
ضيقاً

معتماً
تتلقفك موجات الخوف من كل اتجاه
وتخذلك عيناك ويداك وقدماك عن اكمال المسير
حتى صوت انفاسك .. تخاله وحشاً يلاحقك
تهرب منه 
لكنه يزداد .. ويزداد .. ويزداد
ينتابك الرعب من أن تقضي حتفك هناك
دون أن يعلم أحد بمكانك
ترسم صورة للعالم خارج جدران ذلك النفق
اناس تغمرهم السعادة .. وينعمون بالراحة
جميع الناس في نظرك
في حال أحسن من حالك
فـ تـيـئـس
تـكـتئب
تتحطــم
تجهش بالبكــاء
تتخبط في جدران النفق
وترتمي على الارض
تنتظر الموت
فهو باعتقادك منقذك الوحيد

لحظة من فضلك

انظر بعيداً هناك .. في الافق .. في نهاية هذا النفق
هناك بصــيص من ضوء ..
لاتراه !!!!!؟ 
لأنــك منهزم
ملقى على أرض النفق
قف .. وانظر ..
رأيتــه !!؟
ذاك هو الأمل
ضوء لايكاد يذكر .. لكنه موجود
سِــر نحــوه
وابتــــسم
فكلما اقتربت .. زاد الضوء .. وزادت حدته
مهما ساءت الظروف
وتعقدت الأمور
وتعسرت دنياك
(لا تفقد الأمـــل)
مهما كانت القسوة
وساد الظلم والجور
ومهما خلت قلوب من حولك من الرحمة
(لا تفقد الأمـــل)
لو خذلك سندك وعضيدك في الحياة
ولو تخلى عنك أقرب الناس إليك
ولو بُليت بشريك حياة هو اسوء من ا لسوء نفسه
ولو نظرت حولك فلم تجد من يساعدك أو يعينك
أو ينتشلك من مستنقعات الحياة
(فــلا تفقد الأمـــــل)
 [فالأمــل بالله عمــره مــايزول]
 ابحث عنه في داخلك واجعله دستورا لحياتك
ابحث عن بصيص النور
واخرج من نفق كآبتك وسلبيتك واستسلامك
توكل على الله
خالقك ورازقك وميسر أمرك
الذي وعد .. وصدق وعده حين قال
(إن مع العسر يسرا )
اجعله أملك القريب البعيد .. الحاضر المستقبل
واعلم انه كلما ساءت الظروف
كلما زادت حلاوة الأمل
وازداد نوور الأمـــل

هيبة صمتــ ,,,

* شكر خاص لـ "نور الأمل" على تصويرها الأكثر من معبر *

الخميس، 8 أكتوبر 2009

كن كما تحب أن تكون ..



هل أريد أن أكون مثلهم !؟

سؤال قد أتردد كثيرا قبل أن أجيب عليه !!
وكعادتي لا اعلم لماذا ..؟!
ما اعرفه أنا وانتم أننا وبطبيعتنا كبشر
 نتأثر كثيرا ممن حولنا ..

أيا كانوا
عائلة .. أصدقاء..زملاء عمل..
محاضر في ندوة ..
داعية على شاشة التلفاز ..
أستاذة جامعية ..
وغيرهم كثير ممن
قد يتركون أثرا كبيرا في نفوسنا بالقول كان أو بالفعل ..
أحيانا نعزم ونقرر أن نتخذ من تلك الشخصيات قدوة ..
وربما نعيد برمجة حياتنا لكي نصبح مثلهم
نتبع خطواتهم..نجاحاتهم..أخلاقهم..

وبمليء إرادتنا نتحول من شخصية لأخرى
بقناعتنا وبتأثيرهم هم ..
ولكن أحيانا
 قد يتلبسنا التأثير((السلبي)) تلبسا بدون وعي منا ..
 كيف ..؟
أناس نعيش معهم ليلا ونهارا .. نخاطبهم .. نواجههم ..
نصادمهم .. نراقبهم .. ونلازمهم ..
يكادون لا يفارقوننا طوال يومهم
منهم العصبي .. ومنهم المتشائم .. منهم الغبي
..ومنهم النكدي .. ومنه المتعجرف..
ومنهم الذي يضخم الأمور
ومنهم .. ومنهم ... ومنهم
فلو اخذنا بالقول المعروف "
من عاشر قوما 40 يوما صار منهم "
فانه وخلال تلك المدة .. وربما قبل
سوف نقتبس من اخلاقهم الشيء الكثير
في بادئ ذي بدئ
لن نكون مقتنعين بحالهم وتصرفاتهم
ولكن مع مروور الوقت ومن مجرد (المراقبة!!!)
سنجد انفسنا وبلا شعووور قد اكتسبنا مساااؤهم
هي ليست قاعدة .. ولكنها قد تحصل
فنحن إما .. مؤثر أو متأثر .. مرسل أو مستقبل
وحياتنا وأيامنا محشوة
بالمواقف والأحداث التي تثبت ذلك
وكثيرا ما أحاسب نفسي
حينما أقوم بتصرف ليس مني ولست منه ..
لكنني رأيته وسمعته وعايشت فاعله كثيرا (جدا)
 حتى أصبح عادة وتقليدا
في الحقيقة .. لا أريد أن أكون أحدا
.. بل أريد أن أكون نفسي .. لا احد غير نفسي
بأخلاقي .. ومبادئي .. وقيمي .. ورؤيتي
التي ارتضيتها لنفسي ..
اطمح دائما للأفضل .. فكلما علوت بنفسي ..
عندها
استطيع أن امسك بأيدي الآخرين من حولي
ليرتقوا معي
عقولنا تسيرنا .. بل تخيرنا بين الخطأ والصواب
من تريد أن تكون!!؟
.. نسخة من شخص آخر ..
 مقلدا لأحد ما ..
أو تابعا لفرد من الناس
كن أنت كما تحب أن تكون ..
(بين قوسين كما أمرك ربك ورسوله أن تكون )
خذ من أمك الحنان والحب الندي ..
 ومن أبيك الحكمة والقلب القوي ..
ومن صديقك التفاني والإخلاص ..
 ومن أخيك الجد وحب الناس
لأن الحياة ستعلمك .. من تعامل بحنان ومتى ..؟
وكيف ستحتاج في بعض المواقف للقلب الرقيق
أكثر من احتياجك لقلب أبيك القوي ..!
ولربما تتفانى وتخلص مع الناس
لكنك تقابل بالخيانة والغدر ..!
فما ردة فعلك ..؟ وكيف ستكسب حب الناس ..؟
ستقلد أخيك ! .. ربما لا تملك ما يملكه ..
لا تكن إمعة ..
ولا أنا أريد أن أكون تلك الإمعة ..
خض معي معارك الحياة
وانتقي لنفسك مبادئ وقيم وأخلاقيات
تكُّون شخصيتك .. تكُّون رؤيتك ..
كن أنت كما تحب أن تكون
واحذر كل الحذر
أن يكون لمن حولك تأثيرا سلبيا عليك
 وأنت لا تشعر ..
فتلك أكبر مخاوفي وربما مخاوفك
فقط خذ ما هو جيد ..
وابذل جهدك لتغيير كل ما هو سيء
وابحث عن الجديد .. كن شخصا مؤثرا
باختصار .. واسمع صدى صوتي يقولها

كن كما تحب أن تكون
كن كما تحب أن تكون
كن كما تحب أن تكون

" كتابان من *"سلسة دليلك إلى تطوير شخصيتك*

1- "الشخصية المؤثرة ..
 كيف تصبح مؤثرا في الآخرين ؟ "
2- "فن التعامل مع الناس ..

 كيف تكتشف شخصية الآخرين وتتعامل بمهارة معهم؟ "

 كتابان انصح بقراءتهما فقد ألهماني كثيرا ..
وساعداني على التعمق في شخصيتي
والبحث في أعماق نفسي ..
أولا : أدركت أنني احتفظ بالكثير
 من "القهر والغضب" في داخلي ..
أيضا ..
" جلد الذات " أو "اللـــــوم الشديد"
الذي حملني فوق طاقتي
والذي كنت أمارسه على نفسي 
في كل مرة اشعر فيها بالتقصير ..
وأخيرا ..
 لومي للآخرين ونقدهم وتمجيد نفسي
.. وكأنني ملاك لا يخطئ
كانت تلك أهم المهمات
التي ساعدني الكتابان في التخلص منها ..
والبدء مع نفسي ومع من حولي بداية جديدة ..
تتميز باللباقة وتنم عن النضوج النفسي والعاطفي

سؤال : من تريد أن تكون !؟

ولكم حياتي .. قبل تحياتي

هيبة صمتــ ,,,